في الثامن من أغسطس الجاري، حصد اختبار صاروخي روسي فاشل أرواح 5 أشخاص على الأقل. والتفسيرات المرتبكة التي تلت ذلك كانت نتيجة تقارير تبدو غير واضحة.
فبعد وقت قصير على انفجار وقع في منطقة التجارب نيويوكسا بمنطقة أرخانجيلسك الواقعة شمال روسيا، أعلنت سلطات المدينة في سيفرودفينسك، وهي مدينة مجاورة يبلغ عدد سكانها نحو 190 ألف نسمة، أن مستويات الإشعاع ارتفعت لنحو ساعة، وإن لم تتعد الحدود الآمنة. غير أن التقرير سُحب من الموقع الإلكتروني الرسمي للمدينة. ولاحقا، أصدرت وزارة الدفاع بياناً صحافياً جاء فيه أن الأمر يتعلق بانفجار «محرك صاروخ يشتغل بالوقود السائل»، ولكن ذلك لم يقدم تفسيراً بشأن ارتفاع مستوى الإشعاع. كما أن إغلاق الجيش للجزء المحيط بمنطقة الاختبار، زاد من الشعور بالقلق ولم يكن مفيداً.
فقد انتشرت الإشاعات وأقبل السكان بكثافة على الصيدليات من أجل شراء اليود، الذي يُستخدم من أجل التخفيف من تأثير الإشعاع على الغدة الدرقية. وفي العاشر من أغسطس، أصدرت «روزاتوم»، وهي الشركة المملوكة للدولة المكلفة ببرنامج روسيا النووي، بيانها الخاص قائلةً إن خمسة من عمالها قضوا في الحادث وثلاثة آخرين جُرحوا، ووفق التقرير، فإن هؤلاء كانوا «يقومون بصيانة مصادر طاقة النظائر المشعة على محرك يشتغل بالوقود السائل».
وهكذا، اعترفت الشركة بأن الحادث كان ذا طبيعة نووية. غير أن «سلطة السلامة النووية والإشعاعية» النرويجية، التي يعتبر أنها من بين الأوائل الذين سيلاحظون أي إفراز مهم للإشعاعات في شمال روسيا، لم ترصد أي زيادة.
وفي الحادي عشر من أغسطس، نشر المركز النووي الروسي في «ساروف» مقطع فيديو يقول إن الموتى والجرحى كانوا موظفين. وفي هذا الفيديو، تجنّب ثلاثة ممثلين عن إدارة المركز موضوع ما الذي انفجر بالضبط، ولكن إشارة مهمة صدرت عن فياشيسلاف سولوفيوف، كبير علماء المركز. فقد تحدث عن برنامج مصدر الطاقة بالنظائر المشعة في المركز وأشار، على سبيل المثال، إلى برنامج أميركي مماثل – مشروع «كيلوباور» التابع لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، والذي توج باختبار ناجح لمفاعل نووي صغير العام الماضي.
وبالتالي، فمن الممكن أن حادث الأسبوع الماضي كان يتعلق بمفاعل نووي مدمج. بعض الخبراء الغربيين، مثل جيفري لويس من مركز «جيمس مارتن لدراسات حظر الانتشار النووي»، رجحوا ذلك. إذ يعتقد لويس أن ما انفجر هو صاروخ «9 إم 730 بوريفيستنيك»، الذي يسميه حلف الناتو «إس إس سي – إكس – 9 – سكايفول». وهو أحد الأسلحة التي تحدّث عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطابه حول حالة البلاد في 2018 باعتبارها جزءا من جيل جديد من الصواريخ التي ستجعل الدفاعات الصاروخية الأميركية عديمة الجدوى. ويذكر هنا أن صاروخ بوريفيستنيك، الذي يشتغل بمفاعل نووي خفيف الوزن، من المفترض أن يكون قادراً على تغطية مسافات طويلة للغاية، محلقاً أثناءها على ارتفاع منخفض من أجل تجنب الرصد. وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في وقت سابق من هذا العام أن المحرك النووي اختُبر بنجاح.
ما حدث بمنطقة «أرخانجيلسك» لم يكن حادثا ثانياً من حجم تشيرنوبل. فالمفاعل أو المولّد النووي سيُعثر عليه ويُسترجع ربما من دون أن تلحق مزيد من الأضرار بصحة الناس أو البيئة. غير أنه كان ينبغي تقديم تفسير واضح. فعلى كل حال، الجميع يعلم أن روسيا تقوم باختبار صواريخ تشتغل بالطاقة النووية، وبالتالي، من المنطقي توقع أن تبوء بعض الاختبارات بالفشل.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
فبعد وقت قصير على انفجار وقع في منطقة التجارب نيويوكسا بمنطقة أرخانجيلسك الواقعة شمال روسيا، أعلنت سلطات المدينة في سيفرودفينسك، وهي مدينة مجاورة يبلغ عدد سكانها نحو 190 ألف نسمة، أن مستويات الإشعاع ارتفعت لنحو ساعة، وإن لم تتعد الحدود الآمنة. غير أن التقرير سُحب من الموقع الإلكتروني الرسمي للمدينة. ولاحقا، أصدرت وزارة الدفاع بياناً صحافياً جاء فيه أن الأمر يتعلق بانفجار «محرك صاروخ يشتغل بالوقود السائل»، ولكن ذلك لم يقدم تفسيراً بشأن ارتفاع مستوى الإشعاع. كما أن إغلاق الجيش للجزء المحيط بمنطقة الاختبار، زاد من الشعور بالقلق ولم يكن مفيداً.
فقد انتشرت الإشاعات وأقبل السكان بكثافة على الصيدليات من أجل شراء اليود، الذي يُستخدم من أجل التخفيف من تأثير الإشعاع على الغدة الدرقية. وفي العاشر من أغسطس، أصدرت «روزاتوم»، وهي الشركة المملوكة للدولة المكلفة ببرنامج روسيا النووي، بيانها الخاص قائلةً إن خمسة من عمالها قضوا في الحادث وثلاثة آخرين جُرحوا، ووفق التقرير، فإن هؤلاء كانوا «يقومون بصيانة مصادر طاقة النظائر المشعة على محرك يشتغل بالوقود السائل».
وهكذا، اعترفت الشركة بأن الحادث كان ذا طبيعة نووية. غير أن «سلطة السلامة النووية والإشعاعية» النرويجية، التي يعتبر أنها من بين الأوائل الذين سيلاحظون أي إفراز مهم للإشعاعات في شمال روسيا، لم ترصد أي زيادة.
وفي الحادي عشر من أغسطس، نشر المركز النووي الروسي في «ساروف» مقطع فيديو يقول إن الموتى والجرحى كانوا موظفين. وفي هذا الفيديو، تجنّب ثلاثة ممثلين عن إدارة المركز موضوع ما الذي انفجر بالضبط، ولكن إشارة مهمة صدرت عن فياشيسلاف سولوفيوف، كبير علماء المركز. فقد تحدث عن برنامج مصدر الطاقة بالنظائر المشعة في المركز وأشار، على سبيل المثال، إلى برنامج أميركي مماثل – مشروع «كيلوباور» التابع لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، والذي توج باختبار ناجح لمفاعل نووي صغير العام الماضي.
وبالتالي، فمن الممكن أن حادث الأسبوع الماضي كان يتعلق بمفاعل نووي مدمج. بعض الخبراء الغربيين، مثل جيفري لويس من مركز «جيمس مارتن لدراسات حظر الانتشار النووي»، رجحوا ذلك. إذ يعتقد لويس أن ما انفجر هو صاروخ «9 إم 730 بوريفيستنيك»، الذي يسميه حلف الناتو «إس إس سي – إكس – 9 – سكايفول». وهو أحد الأسلحة التي تحدّث عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطابه حول حالة البلاد في 2018 باعتبارها جزءا من جيل جديد من الصواريخ التي ستجعل الدفاعات الصاروخية الأميركية عديمة الجدوى. ويذكر هنا أن صاروخ بوريفيستنيك، الذي يشتغل بمفاعل نووي خفيف الوزن، من المفترض أن يكون قادراً على تغطية مسافات طويلة للغاية، محلقاً أثناءها على ارتفاع منخفض من أجل تجنب الرصد. وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في وقت سابق من هذا العام أن المحرك النووي اختُبر بنجاح.
ما حدث بمنطقة «أرخانجيلسك» لم يكن حادثا ثانياً من حجم تشيرنوبل. فالمفاعل أو المولّد النووي سيُعثر عليه ويُسترجع ربما من دون أن تلحق مزيد من الأضرار بصحة الناس أو البيئة. غير أنه كان ينبغي تقديم تفسير واضح. فعلى كل حال، الجميع يعلم أن روسيا تقوم باختبار صواريخ تشتغل بالطاقة النووية، وبالتالي، من المنطقي توقع أن تبوء بعض الاختبارات بالفشل.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»